في قرية نائية حيث الصراخ والضجيج يعم المكان، سكنت امرأة في عقدها الثالث علية المنزل. كانت تخرج كل يوم لري الزرع وإطعام البقر والدجاج. لم يكن إزعاج الدجاج والبقر يشكل لها مشكلة، لكن جارها الذي اعتاد الغناء قد جعلها تتمنى لو أنها صماء. ولم تؤثر في نفسها بل حاولت التفاهم معه. أخبرته عن حقوق الجار وحاولت إقناعه أننا نتشارك الأرض وعلينا أن نتفق فيما بيننا، لكنه كان يتعذر بأنه سيصبح مغني أوبرا مشهور ولذلك عليه التدرب. وأن انزعاجها هو أقل ثمن يدفع في سبيل الشهرة.
وبسبب انشغاله في التدرب على الغناء عين فتاة اسمها لجين تهتم بشؤون مزرعته وتقوم بمقام الراعي لحيوانات الحظيرة.
مرت السنين والجار يزعجها بغنائه وهي تشغل نفسها بإطعام الحيوانات. واظبت على تذكيره بحقوق الجار، وتحذره من عواقب فقدانها السمع من صوته وما قد يتبعه من تعويضات. حتى اعتادت صوته كما اعتادت صوت الحيوانات فصمتت عنه.
عندما كفت عن الحديث معه، بدأ هو يلاحظ اختفاء بيضاته، وظن أنها وراء ذلك، فأصبح يذكرها بدوره بحقوق الجار، وعقوبة السرقة وما يترتب عليها إن قرر البلاغ. وظنت هي أنها محاولة في رد الوعظ الذي كانت تلقيه عليه.
وفي مرة من المرات أثناء ما كان الجار يتدرب على الغناء تسلل إليه صوت شجي يصدر من الخارج. صمت برهة عن الغناء وأخذ يستمع إلى تلك الموجات المذهلة اللامرئية. كان قد تعاقد مع شركة للتسجيل قبل عدة أسابيع، لم يكن ذا صوت ساحر لكنه كان حسن المظهر ووسيماً. طاف في فكره ما قد يحصل لو أنه استطاع ضم هذا الصوت إلى ألبوم أغانيه الجديد.
نزل بهدوء من غرفته إلى الشارع ومن ثم اتجه نحو الصوت، عندما تمثل مصدر الصوت أمامه علت الدهشة ملامحه. فقد كانت لجين تغني بانسجام بينما تسرق بيض دجاجه.
حكمة: فتش الدار قبل الجار.
0 تعليقات