فتاة الريحان


(مبنية على أحداث واقعية)

تشتم عبقه والعاطفة تفيض منها، وتحمله معها أينما ذهبت كأنه منقذها من ورطتها وحاميها من عدوها. أصدقاءها ينادونها مريم ولكنها تُعرف بين زملائها الأطباء بـ"فتاة الريحان" لأنها تحمله في جيبها أكثر مما تنطق اسمها ولذلك عُرفت به.

كانت تخشى أن تمنعها قوانين المستشفى من السير مع محبوبها الريحان، لذلك اقتربت ذات يوم من أحد الأطباء وسألته وعينيها تفيض بالوجل إن كان حمله ممنوعًا، ولكنه أجابها باسمًا "لا ليس ممنوعًا" وجهه ابتسم حسب ولكنه بداخله كان يضحك.

تقضي النهار بطوله وهي تتنقل بين المرضى وتستمع لشكواهم، يبقى الريحان صامتًا ولا يفعل شيئًا، ويكاد ينعدم وجوده إذا ما غاص داخل جيبها واختفى عن الأنظار، لكنها معه تظن أنها أقدر وأكثر كفاءة على تهوين معاناة المرضى وحل مشاكلهم.

ذات يوم نسيت احضاره ولم تنتبه لغيابه إلا وهي تخرج من السيارة. حزنت كثيرًا وبلغ حزنها السماء، ونكست رأسها حتى غدت لا ترى من العالم سوى مقدمة حذائها. منظرها قلب الأسى فيمن حولها وخاصة رفيقتها في الركض بين غرف المرضى "مآرب". فحصت مآرب جيوبها، وحقيبتها، وكل أركان المستشفى ولم تجد ولا غصن ريحان قد وقع سهوًا.

أسرعت بإخراج هاتفها لا لتطلب مرسولًا يجلبه، ولا لتكلم بستانيًا يرسله، ولكن لتكتب القصة، وهذا ما تجيده مآرب دومًا دون سواء.

قرأت مريم القصة واستعادت حيويتها وأدركت أن ما لا ندركه واقعًا يمكننا أن ندركه في مخيلتنا. وأصبحت تسير بين ممرات المستشفى وتدخل على المرضى كعادتها، ولكن هذه المرة مع ريحان خفي من صنع خيالها.

إنها قوة تخيل الريحان عندما ينعدم الريحان.


فتاة الريحان

فتاة الريحان




    إرسال تعليق

    0 تعليقات